لماذا قد يكون الملحد ملحداً؟


كثيرا ما انغمست بنقاشات مع أناس ملحدين أو مبتدئين في مجال الإلحاد وهم الأجنوستك، حاولت جاهدة رؤية ما يرونه ؟ كيف يفكرون؟ هم بشر مثلنا حق علينا أن نفهم وجهة نظرهم بكل شفافية وبدون انحياز لأديان أو فكر؛ لذا انشققت عن ذاتي وعن ديانتي وفكرت كما يفكرون، وأخذت مدة طويلة في نقاشات عدة على فترات متفرقات.
وجدت أن الملحد ينقسم إلى نوعان؛ النوع "المتمرد"، والنوع الذي يبحث عن شيء فوق العادة ولنسميه النوع "الفضولي".. وللربط بعلم الMBTI لاحظت أنهم أيضا عادة أما EXTP أو ISTP

المتمرد تلاحظ أن لديه سلوكا ليس بعدائي وليس بلطيف هو فقط لا يهتم بأي شيء تفعله أو تفعلونه ؛ لديّ دوما طريقي الخاصة، ونظرتي الخاصة تجاه الأمور، وتأويلي الخاص، وحياتي الخاصة، مستقل كثيرا وهزلي كثيرا، عادة لا يملك خطة بعيدة المدى لأي شيء فهو دائما في انشغال لانتقاد أفعال الآخرين ، يدّعي بأنه يتقبل النقد لكنه لا يعره انتباه وحقا هو لا يتقبله ولا ينغمس كثيرا فيه لأنه يعلم بالنهاية أنهم لن يفهمونه فهم أغبياء وغير متفتحين ، ربما كل هذا لأنه تعرض في صغره إلى النقد والمنع بدون سبب مقنع من أهله، أو أنه تربى في بيئة لا تستمع؛ بيئة عسكرية إلى حد ما فأدى ذلك إلى تمرده؛ في النهاية الكبت هنا عامل أساسي.. أنا هنا لن أنصحك بشيء أنت تعلم وأنا أعلم أنك ستمط شفتاك سخرية ولن تستمع يا عزيزي .. لذا لنكمل المقال لأنه بكل الأحوال النوعين مختلطين بشكل كبير وربما أستطيع أن أخاطب شخصا آخر داخلك!

لننتقل الآن للفضولي، فهو ذو شخصية طفولية كثيرا وحتى عند الكبر هم لا يتغيرون، يؤمنون بالمنطق وأن المنطق والفلسفة تفسران كل شيء، بدايته في الالحاد ليس تمردا بل فضول ناتج عن كون العالم حوله غير منطقي وذو طراز كلاسيكي قديم، هو يريد الطراز العصري، ويستشهد بكلامه بأنه بأرز علماء الغرب ملحدين؛ ككارل ساجان وستيفن هوجينج، وفي الناحية الأخرى ينتقد منطق الشيوخ البارزين على الساحة _فقط لطلب الشهرة وليس للدعوة طبعا_ ومعروفون هم لن أضرب أمثلة، حسنا هو ينتقد هنا الفكر القديم وأن العلم تطور وأن الفلسفة تجابه هذا التفكير العقيم، 
"حسنا يا عزيزي فكل شيء له أصل وأنت لا تستطيع أن تنكر أصولك فقط عندما تفسرها تفسيرا ناقص."
 كيف التفسير الناقص؟ حسنا .. عندما أسألك ماذا كان الكون قبل الإنفجار العظيم؟ لا توجد إجابة! عندها تنعت سؤالي بالعبثية ! لماذا يا عزيزي؟ هل فقط لأنك تجهل الإجابة تنعت السؤال بالعبثي؟ .. حسنا فلنتخيل قليلا بعيدا عن العلم_أنت تعلم أن بداية العلوم جائت من بطن الخيال الإستقرائي_ حسنا ربما _فرضا _كان قبله كون آخر وحدث الإنفجار العظيم بسبب ارتفاع الضغط والحرارة الكبيرين المتركزين في نقطة بلابلابلا.. وأصبح لدينا الآن كون داخل كون؛ ففي النهاية ما قبل الإنفجار العظيم هو كون آخر، هذاهو معنى التفسير الناقص، أن تجلس على مكتبك تكتب معادلات واستنتاجات وتخلق اعتقادا كاملا منها، وهي في النهاية ناقصة، هذا ليس عيبا فيها بل هو عيب بعقولنا نحن، عقولنا رائعة تستطيع تفسير الكثير والكثير والربط بين كل شيء تقريبا، لكنها دوما لا تستطيع أن تأتي بطرف الخيط .. ليس لقصور منها لكن لأن الخيط نفسه متصل "ببكرة " خيط أخرى فإذا انتهى بدأت هي، و"البكرة" متصلة بـ"بكرة" وهكذا إلى رقم لا تستطيع عده؛ لأنك في الواقع بمصنع ملابس! وكل شيء هنا متشابك ومتصل إلى المالانهاية ،
هكذا نحن، وهكذا الكون، لانهاية له لذا لا تستطيع أن تحكم أنه لا وجود للإله أو للصانع هنا وأنت بالنهاية عاجز عن الإتيان بطرف الخيط! .. صدقني فرع النهايات في علم الجبر  الذي يعلمونك فيه وأنت بالثانوية أن تأتي بنهاية عندما س تؤول إلى المالانهاية؛ لا وجود له أصلا في عالمنا وكلها أكاذيب عقلك الصغير يهيء له أنه حقا يعلمها ..

"نحن نستطيع فقط افتراضها لكن أن تنكرها هو جرم كبير في حقها!"

وهنالك مقولة رائعة لجون ليونكس تقول :

" لو صمم طبيب عن عمد جهازا يكتشف الإشعاع في المدى المنظور فقط، فمهما كانت فائدته؛ فمن العبث أن يستخدمه لينكر وجود الأشعة السينية مثلا التي لا يمكن للجهاز أن يكتشفها بسبب طبيعة تركيبه!"

ربما تؤمن بعشوائية الكون وهو المنطق الأصعب، أنك تعيش من أجل لاشيء وكل شيء عشوائي وقابل للتغير ومنطق تأثير جناح الفراشة ونظرية الفوضى و و و ، هذا كله لا يأتي إلا بتجربة خاصة جدا، ودقيقة جدا، وحساسة كثيرا وتتطلب منك الكثير من التركيز.. أريد منك أن تركب المواصلات العامة وتلاحظ كل شيء من حولك، أن تلاحظ المقعد الفارغ أمامك، كيف للسائق أن يتجاهل هذا ويقف لهذا؟ كيف للعربة التي كانت أمامنا أصبحت خلفنا.. لماذا هذا القط يجري مسرعا؟ لماذا اليوم بالذات نسيت بطاقة تعريفي الخاصة؟! .. وهكذا مع كل التفاصيل الصغيرة حولك ، الشرط الوحيد بهذه اللعبة كما كل ألعاب العالم _عدا ألعاب القمار_ هي أن تكون صادقا! فقط حارب ذهنك المتعب لأن هذه اللعبة صعبة كثيرا وربما تؤدي إلى الجنون إن خسرت بها..
ستلعبها وحيدا.. في البداية بنظرة سوداوية، لكن في النهاية ستعتاد عليها وتصبح عادة من يومك وربما بذلك تفهم سببية الكون ولما أنت خصوصا تقرأ هذا المقال؟

ملحوظة : هذه اللعبة آمنة تماما وممتعة حقا، قد لعبتها منذ سنتين عندما.. أنت تعلم؛ كانت أموري سوداوية!
#Ghada

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

INTJ أنثى

أنثى INFJ

مدير الأعمال.. أنثى الـ ENTJ